روائع مختارة | واحة الأسرة | أولاد وبنات (طفولة وشباب) | والداك في كبرهما...

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > أولاد وبنات (طفولة وشباب) > والداك في كبرهما...


  والداك في كبرهما...
     عدد مرات المشاهدة: 2659        عدد مرات الإرسال: 0

إذا كنت ابنة لوالدين كبيرين في السن، فهذا يمكن أن يكون نعمة كبيرة إمتن الله بها عليك بقدر ما هي مسؤولية، فإنجاب والدك لك في مرحلة متقدمة من عمره، تفرض عليك المزيد من الإحترام والتقدير في التعامل مع والديك.

قد تجدين بمرور الوقت أن والدك أصبح غير قادر على الإتيان بالعديد من الأمور لكبر سنه كما أن والدتك بمرور الزمن أصبحت لا تستطيع أداء واجبات المنزل كما كان الوضع في السابق، ورغم أنك قد تكونين في هذه المرحلة تعيشين سن المراهقة أو بداية الشباب، إلا أنك ستجدين المسؤولية ملقاة على عاتقكك في حمل الكثير من المسؤوليات المتعلقة بوالديك.

إعلمي جيداً أن تقدم والديك في السن سيجعلهما أكثر حساسية ويجعلهما أكثر تأثراً وأسرع في الشعور بالجرح ولو من مسألة بسيطة أو كلمة عابرة، وهذا يفرض عليك أن يكون بالك طويلاً وقدرتك على التسامح والتجاوز أكبر، وأن تتعلمي وتعتادي على قول الكلمات الجميلة الرقيقة التي تخفف عنهما أي شعور بالإثقال عليك.

إذا إحتاج والداك إلى الذهاب لأحد الأطباء فلابد أن تبذلي قصارى جهدك لتكوني مرافقة لأي منهما، ولا تدعي أمراً ما مهما كان مهماً في حياتك أن يحول بينك وبين التواجد مع والديك عند الطبيب لأن هذا التواجد سيجعلك بالفعل تقدمين درجة عالية من البر والولاء لمن كانا سبباً في قدومك إلى هذه الحياة في لحظة مرضهما.

لابد أن تنظمي جدول يوميات والديك ففي سنهما المتقدمة يكون من الضروري أن يهتم أحد بأنشطتهما اليومية ويعتني بترتيب الأولوليات الخاصة بالمهام والأمور التي يجب عليهما القيام بها، ولن يكون هناك من هو أفضل منك بإعتبارك إبنتهما الشابة التي تعيش معهما في المنزل لأداء هذا الدور.

إمضي وقتاً مع والديك فلو كان كل دورك في حياتهما أنك تقومين بالواجبات وتؤدين المهام سيشعران بقلق وضغط نفسي وحزن لكن حرصك على قضاء الكثير من الوقت معهما في الحوار وتبادل الحديث والضحكات سيخفف الكثير من آلامهما ويشعرهما فحنانك ورقة مشاعرك وعاطفتك معهما.

إحترامك لخصوصية والديك في هذه المرحلة من حياتهما أمر مهم للغاية فلا يحق لك أن تحولي البيت إلى ساحة للقاء صديقاتك رغم إدراكك لما يمثله ذلك من ضغط على والدتك، بل إحترمي مشاعرها وإسمحي لها بأن تشعر بالحرية في منزلها.

ليس عيباً في مرحلة خوضك إختبارات دراسية أو جامعية أن تلجأي إلى مساعدة خارجية ويمكنك أن تتطلبي من إحدى قريباتك مساعدتك في رعاية والدتك.

لا تنسي أن تطلبي من الله عز وجل أن يثيبك بالخير ويزيد في ميزان حسناتك مع كل عمل صغير أو كلمة بسيطة تقولينها وتصب في صالح إسعاد قلبي والديك، فهذا العمل الذي إختصك الله به في هذه المرحلة من حياتك ربما يكون هو سر التوفيق والسداد والنجاح في مستقبل عمرك بالكامل.

الكاتب: أحمد عباس.

المصدر: موقع رسالة المرأة.